الخلاصة:
ذهب كانط في مشروعه الفلسفي إلى نزع صفة الواقعية الميتافيزيقية عن التصورات اللاهوتية مثل : الله، خلود النفس، الحرية، بتحويلها إلى مصادرات عملية بلا أي مضمون معرفي، أما البديل عن المعرفة العلمية التي أنكرها بخصوص هذه التصورات اللاهوتية فهو العقل النقدي، الذي يبقى في حدود الفينومين دون تعدي إمكاناته الحقيقية. وهكذا تنازل كانط عن الواقعية العلمية لصالح الإيمان. وينتهي إلى أن الأخلاق هي أساس الدين، ولذلك فإنه يعرّف الدين في كتابه الدين في حدود مجرد العقل بأنه جملة الواجبات بوصفها أوامر إلهية. ولهذا فإن قراءتنا لفلسفة الدين عند كانط تعد قراءة غير مباشرة لفلسفته الأخلاقية بصفة خاصة ولفلسفته النقدية بصفة عامة.