الخلاصة:
البحث يطرح تساؤلا مفاده إلى أي مدى استطاع الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي أن يعكس التجربة الصوفية في أشعاره وما هي مناحي التجاوز التي حملها شعره مقارنة بمن سبقه من المتصوفة فيما يخص مفهومي الوحدانية والوجود. وقد وصلنا إلى أنه وافق المتصوفة في دلائل الوحدانية وهي التنزيه ووحدة الأفعال ونفي الإثنينية إلا أنه اختلف معهم في الغاية من وراء الإقرار بها فهو يهدف إلى الاطمئنان إلى فكرة وجود قوة رادعة فوق الجميع تحفظ للكون نظامه وتنتصر للمستضعفين. وأما الوجود فقد زاد البياتي عليه وجودين هما : وجود فان قابل للتجدد هو الطبيعة ووجود يجمع بين المتناهي واللامتناهي وهو الوجود الناتج عن اتحاد الوجودين الحق من جهة والثوري والشاعر من جهة أخرى وباتحادهما يتشكل وجود ثالث يجمع بين النهائي واللانهائي وعلى عاتقهما تلقى مسؤولية تغيير الوجود وجعله مكانا أفضل للعيش.