الخلاصة:
تتناول هده الدراسة موضوع من مواضيع الساعة المتعلقة بسيرورة العمل النقابي المستقل في عالم الشغل الجزائري المعاصر ، حيثتعتبر نقابة " الكنابست " نموذجا من بين النقابات المستقلة الرائدة على المستوى الوطني ونظرا لمكانتها على المستوى الوطني والدولي ، حيث تنتمي هذه النقابة إلى حقل النقابات الدولية نظرا لحجمها الكمي والكيفي، و إدا تناولنا هده المكانة وجب توفير الظروف الملائمة للممارسة النقابية المستقلة لأنها تلعب دورا محوريا في الدفاع عن الحقوق و المكتسبات المادية و المعنوية للأستاذ ، حيث أن مواجهة الجهات الوصية لها قلص من دورها وفاعليتها نسبيا والوصول إلى النتائج التي كانت تريد الوصول إليها هذه النقابة ، و يتوجب على النقابة إذن تنمية الوعي النقابي ، من خلال بناء استراتيجية تكوينية للممثلين النقابيين من جهة و نشر الثقافة العمالية للمنخرطين من جهة أخرى ، وهدا سعيا لتنمية الشعور بالرضا والولاء للمؤسسة التعليمية ، خاصة إعداد مكانة لائقة للأستاذ في إطار الدور الحضاري الذي يقوم به ، و الذي لا يمثل فقط في إعداد النشء من الجانب البيداغوجي والتعليمي ، فإن رسالته الحضارية تتمثل في إعداد الأجيال وتربيتهم وزرع الحس الحضاري والشعور بالانتماء والولاء للوطن . ولتجسيد المطالب العمالية المادية والمعنوية لابد من تنمية لغة الحوار والمناقشة والتفاوض ودلك من خلال طرح موضوعي نقدي لجملة من الأفكار والمطالب مع مراعاة كل الجوانب والأطراف التي تخدم المؤسسة التعليمية قبل كل شيء ، و لا يتم دلك إلا بتضافر جهود الجميع ومختلف الأطراف : النقابة ، مسئولي المؤسسة ، الوزارة الوصية . وهدا ما تناولناه في دراستنا هده والتي أخدت النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني نموذجا لتحليل واقع لعمل النقابي المطلبي المستقل في قطاع الوظيفة العمومية .