الخلاصة:
بعد الانتهاء من جمع البيانات و تفريغها و تبويبها و تصنيفها حسب تساؤلات البحث، و ربط المتغيرات ببعضها و استعانتنا بالمقاييس الإحصائية و المتمثلة في اختبار كا2 و معاملات الارتباط التي من خلالها نوضح نوع و درجة العلاقة بين المتغيرات، توصلنا إلى أن الأدوار الأسرية للمرأة قد خضعت للتغير و يتجسد ذلك في تغير مدّة الأداء و تغير طريقة ممارسة الأدوار الأسرية التقليدية، و من جهة أخرى اكتسبت أدوار أسرية حديثة، و سبب ذلك لا يرجع بالتحديد إلى خروجها للعمل و مركزها الاجتماعي الذي تحتله و نمط الأسرة الذي تنتمي إليه كما توصلت إليه بعض الدراسات، و إنما يرجع إلى تغير و تطور خصائص المجتمع. فبسبب توفر و تنوع الخدمات و تطور التكنولوجيا و تعقد الحياة الحضرية تغيَر النظام المعيشي للأسرة و أعيد النظر في أساليب الحياة التقليدية، حيث سمح ذلك بإعادة النظر في قضية المرأة و إعادة الاعتبار لها و الاعتراف بها كعنصر فاعل و مهم في الأسرة و إلغاء جميع أشكال التمييز ضدها، و خاصة بعد أن أثبتت قدرتها على تولّي الأدوار التي كانت من مهام و اختصاص الزوج، فقد تحررت من سلطة و قيود الأسرة الممتدة و استطاعت الخروج للعمل و المساهمة إلى جانب الزوج في تلبية متطلبات الأسرة و تحمل المسؤولية. من هنا يمكن القول أن طبيعة الحياة الحضرية قد فرضت على الأسرة التغيير من اتجاهاتها و قيمها و اتخاذ سلوكات جديدة و أساليب حديثة في التفكير، بحيث أصبح هناك مرونة و تداخل في أداء الأدوار الأسرية، و أن التغير في الأدوار الأسرية للمرأة هو من أجل التكيف مع متطلبات الحياة الحضرية.