الخلاصة:
عرفت بلاد السودان الغربي والمعروفة بإفريقيا جنوب الصحراء قيام مجموعة من المماليك الاسلامية غطت تاريخ المنطقة ما بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر، وتأتي في مقدمة هذه المماليك سلطنتي سنغاي في الغرب، الكانم برنو في الشرق، كان للإسلام والعربية عظيم الاثر فيهما ولم يقتصر ذلك على جانب دون آخر، بل مس جميع نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما ادخل المنطقة في ازهى عصورها وقمة ازدهارها، حتى ليتخيل للباحث في تاريخها انها ممالك افريقية بملامح اسلامية مغاربية خلصة، فمن التنظيمات السياسية الى اللغة العربية وكذا اعتماد المذهب المالكي، يتوج ذلك البعثات العلمية من والى البلاد المغاربية وصولا الى تلك العلاقات الخارجية المتميزة التي تجاوزت بلاد المغرب وشمال افريقيا وبلاد الحجاز لتشمل الدولة العثمانية في عز قوتها وجبروتها، ذلك ما حاولنا تغطيته والوقوف عليه من خلال هذه المذكرة.