الخلاصة:
نتغيا من هذا العمل عقد مقارنة بين الدراسات القديمة والحديثة التي اهتمت بالصوت اللغوي باعتباره أثرا سمعيا يَظْهَر في صورة ذبذبات مُعدّلة وموائِمة لِمَا يُصاحبها من حركات الفم بأعضائه المختلفة. وهذا ما حدا بمجموعة من العلماء المسلمين وأصحاب المعاجم بدراسته أمثال: ابن منظور وابن دريد، والمفسرين كالفخر الرازي، والمهتمين بالقراءات كالداني والقسطلاني وابن الجزري، والنحاة أمثال: سيبويه وابن جني، والفلاسفة كابن سينا والفارابي، والمتصوفين كابن عربي وإخوان الصفا. فتعددت مناحي أبحاثهم، ابتداء من الناحية النطقية مرورا بالمستوى الوظيفي، وانتهاء بطبيعته الفيزيائية، إذ لم تكن دراستهم للصوت دراسة عابرة بل نابعة من نظرة عميقة إلى الموضوع. وما دام الصوت اللغوي عبارة عن ذبذبات وتموجات تحدث في الهواء، فإنه يُولِّد إثر ذلك تغييرات تتواتر بين الضعف والقوة، والشدة والرخاوة ارتباطا بأوضاع الوترين الصوتيين، وبنوعية الحُزم التكوينية المُشَكّلة للصوت، فكلما كانت سعة الاهتزاز كبيرة نتج عنها حدة الصوت، وكلما تقلّصت كان الصوت خافتا، لتبدأ العملية السمعية حينئذ؛ فتنتقل هذه الذبذبات إلى مكونات الأذن، الشيء الذي جعل مجموعة من العلماء يخوضون غمار البحث المعرفي للكشف عن تلك السيرورات المعرفية التي تطرأ داخل جهازنا السمعي.
This study analyzes the linguistic sound from an acoustic perspective through
comparing it within the traditional and the modern linguistics.
The premise of this article is based on the concern given by many pioneers in phonetics,
such as Ibn Sina, “Ikhwan Safa”, Al Farabi who consider the linguistic sound as a human
competence that results from physical, physiological and articulatory processes.
Hence, they established the fundamentals of the phonetic study which have become the
basis of contemporary linguistics.