الخلاصة:
هذه الدّراسة تتناول الظهورات المتعدّدةوالمتباينة للتيمة الأساس في أعمال الروائي السعودي (عبده خال) والمتمثلة في (تيمة الموت)، وقد انتقينا نماذج روائية تتمثل في (الأيام لا تأكل أحدا)،(الموت يمر من هنا)،(فسوق)،(الطين)،(ترمي بشرر) مراعين معيار التعدد والتنوع مكتفين بما يخدم توجهات البحث وغاياته،وهذه الدراسة تهدف إلى الكشف عن التيمة المهيمنة في تلك النصوص الروائية السابقة من خلال نبشها، وكشف الغموض الساكن في أوصالها مطبقين المنهج الموضوعاتيالذي يتلاءم مع طبيعة البحث.
وقد قسمنا الدراسة إلى قسمين؛ حيث خصّص القسم الأول منها للجانب النظري، وذلك لضبط المفاهيم المتعلّقة بالمنهج الموضوعاتي الذي يعد الأداة والوسيلة المنتقاة لتحليل ودراسة المدوّنة، كما قد تضمّن هذا القسم النظري مدخلا نظريّاً عن الرّواية السّعودية من خلال التّعريف بتدرجاتها وتطوراتها، و هذا لتمكين القارئ من فهم تلوينات الرواية السعودية، ولامتلاك صورة أوضح عن الروائي المخصص لهذه الدراسة وهو (عبده خال) باعتباره روائيًّا سعوديًّا غاص في أعماقمجتمعه فقدّم صورة جليّة عنه عبر روايات عكست طفولته من جهة و حالة التقلبات المعيشية لأمّته من جهة أخرى.
أما القسم الثاني من الدراسة فهو قسم تطبيقي، تمّ تخصيصه لتشريح النصوص الروائية المختارة، ودراسة البواطن الحسّاسة في النصوص، من أجل الكشف عن التيمة المسيطرة في هذه الروايات والتي تتمثل في تيمة(الموت)، وإن كانت هذه التيمة قد أحيطت بتيمات خادمة أسهمت في تعضيدها وترسيخها وهي(تيمة الفقر، تيمة الضياع، تيمة الحرمان تيمة الاجتثاث، تيمةالمحو...) وغيرها من التيمات التي لا تعدو إلاّ كونها ظهورا آخر للموت هذا وإن تعمقنا أكثر في الدراسة وجدنا أن هناك تيمتين عموديتين مكملتين في الآن ذاته لتيمة (الموت) تتمثل أولاهما في تيمة(المرأة) فيم تتمثل الثانية في تيمة(الأسطورة) مما ألزمنا لتخصيص فصلين منفصلين لإضاءتهما و الكشف عن مدىتعلقهمابتيمة (الموت).