الخلاصة:
لم تكن أحسن حظّا من سابقتها، حيث تميّزت السياسة بنظام القبلية : لكلّ قبيلة ملك ومعتقد... أمّا النّاحية الاقتصاديّة فكانت تعتمد أساساً على الزّراعة والتجارة، ولكنّ مردود هذه الأخيرة ضعيف. وبقيت إفريقية على هذه الحال قرونا إلى أن جاء الفتح الإسلامي بوفود المسلمين إلى الحبشة، ومنها بدأت تظهر بوادر هذا الدّين وتعاليمه السمحة.
ذكرنا هذه الأحداث حتى نعلم الأصول المكوّنة لهذا المجتمع الّذي سيقتحمه الحاج بن عمر التيجاني و مرافقوه حيث تتواجد أقليّات مسلمة، أغلبيات مسيحيّة نتيجة حملات التبشير الشرسة التي كانت تنظم تحت حماية الدول الأوروبية المستعمرة ، ثمّ مجوس و وثنيون . و زيارة كهذه كان لا بد لها من تصريح و قبول من طرف السلطات الفرنسية وهذه الرحلة ليست الوحيدة , بل تدخل في سلسلة رحلات كان يقوم بها دوريا لتفقد أحوال المريدين و من هم حديثي العهد بالإسلام , وقد اختار الركب المرافق له في هذه الرحلة , وطلب من الشيخ أحمد دهسي لعناية التأريخ لها و تدوين كل مشاهدها , وهذا لثقته به و للمكانة التي كان يحظى بها .