الخلاصة:
يعتبر مفهوم الحرية بمثابة حجر الزاوية في البناء النقدي الكانطي و ذلك أنه لا قيام للأخلاقية و لا للدين و لا للسياسة و لا للانسان بصفة عامة في غيابها، غير أننا نجد أن هناك مفهوما آخر لا يقل أهمية عن مفهوم الحرية في هذا البناء المتناسق و هو مفهوم الضرورة ، و ما لفت انتباهنا استعمال كانط لهذان المفهومان بدلالات مختلفة حيث أنهما متكاملان باعتبارهما انعكاس للوجود النوميني الذي يعتبر فيه الانسان حرا و الفينوميني الذي يضع فيه الانسان أمام قوانين العلية و الحتمية ، كما يعتبران نقيضتان من نقائض العقل الخالص و تعتبران مرادفتان في الاستعمال العملي أو الاخلاقي و حتى الديني و تنتقل الحرية من نقيضة من نقائض العقل المظري الى مسلمة ضرورية من مسلمات العقل العملي ، أما في الحكم الجمالي فالحس الجمالي ينطلق من الموضوع الحسي الخاضع للضرورة ليتصل بالمناورة الحرة للخيال و الفهم ويستقل عن المفهوم الحسي و يعبر عن الحرية و هنا تبدو المرونة قي استعمال مفهومي الحرية و الضرورة .