Abstract:
تعود علاقة الإنسان بالبيئة إلى العصور الأولى، والمتتبع لمسار تطر هذه العلاقة يلحظ مدى التغيرات والتطورات التي آلت إليها تلك العلاقة وخاصة بعد الثورة الصناعية، حيث أفرزت هذه المرحلة تضاعفا في عدد السكان وتزايد مطرد في استغلال الموارد الطبيعية دون الانتباه إلى التغيرات الجوهرية التي حدثت على مستوى النظام البيئي، هذه التغيرات التي أدت إلى ظهور العديد من المشكلات البيئية في الكثير من مناطق العالم. إذ يعد الإنسان المسؤول الأول في حدوث معظم المشاكل البيئية بسبب تصرفاته الخاطئة اتجاه البيئة. إن تصرفات وسلوكات الفرد اتجاه البيئة تكون وفقا لاتجاهاته، ومعارفه، وقيمه الاجتماعية التي اكتسبها من المجتمع الذي نشأ فيه، وبات من الضروري تغيير سلوك الفرد واتجاهاته وقيمه الاجتماعية التي لا تتوافق مع أسلوب التعايش السلمي مع البيئة وهذا هو الدور التي تقوم به الثقافة البيئية التي تعمل على توجيه سلوكات الفرد وتغيير قيمه الاجتماعية من خلال الدور الذي تقوم به مؤسسات التنشئة الاجتماعية لا سيما الأسرة، المدرسة ووسائل الإعلام.