الخلاصة:
يعتبر تيودور نولدكه الرائد في مجال الدراسات القرآنية حينما وضع نواة مؤلفه الشهير " تاريخ القرآن" هذا المؤلف الذي خرج إلى النور بعد بحث دام أكثر من سبعة عقود، حيث استخدم فيه المنهج التاريخي كآلية للبحث في تشكل المصحف، فالتاريخية هنا كمنهج علمي هي لحظة التقاطع بين ما هو غيبي ميتافيزيقي و ما هو مادي واقعي.
لذا حاولنا من خلال هذا البحث العلمي تقفي أثر نولدكه ونقد موقفه موضوعيا من خلال استقراء تشكل النص القرآني انطلاقا من أثر البيئة السوسيولوجية والثقافية التي ترعرع فيها النبي ثم مسألة الوحي وأشكاله، ثم نقله من النبي إلى حفظة الوحي من الصحابة مرورا بمسألة تدوينه ما أدى إلى تعدد المصاحف، ثم مسألة جمع القرآن و توحيد المصحف وترتيب آياته و سوره .
لنصل في الأخير إلى الفصل بين الوحي الإلاهي المطلق متمثلا في القرآن الكريم و بين العمل البشري النسبي متمثلا في المصحف العثماني.