الخلاصة:
كانت الشعوب القديمةتلجأ بمجموعة من الطقوس و الممارسات الجنائزية، لتوفير الظروف اللازمة من أجل التكفل بموتاهم، حيث تتمثل هذه الأخيرة في مجموعة من الاحتفالات الجنائزية المحددة و المقننة، التي تسمح بتغيير وضعية المتوفين من عالم الأحياء إلى عالم الأموات، و بالتالي تسمح كذلك بتطهير العائلة بصفة خاصة و المجتمع بصفة عامة من دنس الموت. و من هذا المنظور جاء بحثنا هذا من أجل توضيح هذه المفاهيم، من خلال دراسة أثرية بحتة، أردنا من خلالها التقرب عن كثب من معتقدات مجتمع ريفي محض، مستندين على دراسة شاملة لبعض النماذج من مدافن مقبرة ترجع لفترة الاستيطان الروماني لمنطقة قالمة عامة و موقع مقبرة قلعة بوصبع خاصة. كما أردنا كذلك من هذه الدراسة رصد أهم الطقوس و الممارسات المعتمدة من طرف مجتمع ريفي بكل مكوناته العرقية، في فترة عرفت فيها هذه المنطقة تنوعا اقتصاديا و دينيا ملموسا، نتيجة اختلاف و تنوع عناصره.