الخلاصة:
إن إعادة قراءة النص الديني في ضوء معطيات الحداثة كفيل بالخروج من دائرة التخلف الفكري و الحضاري التي تعيشه المجتمعات العربية و الإسلامية و ذلك لأن من أسباب جمود الفكر العربي و الإسلامي هو إقصاءه للعقل و الذي كان السبب الرئيسي في سقوط الحضارة الإسلامية في الأندلس و بروز الطوائف و الإنقسامات التي شهدتها الساحة الإسلامية أنذاك ، بعدما كانت تشهد إزدهارا علميا و ثقافيا .
و في هذا الخصوص نجد أن التأويل يحمل أهمية كبيرة في فهم النص الديني عند نصر حامد أبو زيد لأنه يخضع لجملة من المعايير الذاتية و التي من شأنها أن تؤدي إلى مغالطات فكرية من شأنها تقويض العقل و تكبيله و هو الأمر الذي جعل نصر حامد أبو زيد يبين مواطن السلب و الإيجاب فيما يخص التأويلات السالفة و كيفية تعاملها مع النص الديني و تعريتها من أجل الكشف عن مدى علميتها و دقتها في عملية التأويل و إستبعاد كل ما من شأنه أن يظلل العقل و يغالطه ، من هنا جاءت إشكالية البحث على الشكل التالي : كيف نفهم النص ( القرأن ) و نقرأه ؟ أو بصيغة أخرى كيف يمكن الوصول إلى فهم موضوعي للنص الديني ( القرأن ) ؟ .