الخلاصة:
نسعى انطلاقاً من الأطروحة المنجزة إلى إعادة الاعتبار لعلم اجتماع المعرفة كفرع أكاديمي بإمكانه تقديم مساهمة علمية لفهم كيفية تكون الأفكار والتصورات والمذاهب الدينية والسياسية والاقتصادية، وتفسير دور الأنساق المعرفية والرمزية في توجيه سلوك الأفراد والجماعات. ما أكدنا عليه طيلة هذه الدراسة هو أن المعرفة الإنسانية لا تستقي صحتها ومصداقيتها من القدرة على البرهنة عليها وإبراز تناغمها المنطقي، بل تستوحي جدارتها من الاعتراف الاجتماعي بها، ومن كم الأفراد الذين يعتقدون بشرعيتها. نحن نعيش فترة تاريخية أعيد فيها النظر في المسلمات والقناعات والمعتقدات، بالإضافة إلى الفوضى العارمة التي مست المخيال الاجتماعي بغياب المرجعيات الفكرية البناءة، والتشكيك في أبسط الآراء التي يتفق عليها الناس. ولإعطاء الموضوع بعده العملي قمنا بإنجاز قراءة سوسيولوجية لفكر بيار بورديو الذي يعتبر من بين علماء الاجتماع القلائل الذين درسوا بإسهاب السيطرة الاجتماعية التي تتم على مستوى الأذهان، وحاول فضح مختلف الإيديولوجيات التي تعمل على تبرير عملية إعادة الإنتاج الواقع داخل فضاء المجتمع، بتكريس التفاوت الاجتماعي بشتى أنواعه ثقافي، اقتصادي ورمزي.