الخلاصة:
إن السمة الأبرز في حركة الإبداع الروائي العربي هي التحول سواء المضامين او في الأشكال والتقنيات...حيث ينصب المبدع من نفسه شاهداً ومؤرخاً على حركة التحول هذه من أجل أن يرصد الحركة الاجتماعية التاريخية بمجملها، وكذا الذوات المفردة بتشابكها مع الجماعة أو باشتباكها معها.
وربما كان هذا الاتجاه الرئيسي للرواية العربية حتى حزيران (أكتوبر) 1967م، غير ان الروائي المبدع لا يقيم طويلاً على ضفاف الواقع الموضوعي أو في مختبره الاجتماعي، إذ سرعان ما يتحول إلى عالمه الداخلي كاشفاً أسراره ومعلناً آثامه، فيحيل نصه الإبداعي إلى صرخة إدانة ضد المحيط الخارجي.
فكيف تحافظ الرواية على شكلها الكلاسيكي الصارم، وكل شيء من حولها يتشظى وينهار وينهزم؟ ...، فيكون أن تتحول الكتابة الروائية إلى شظايا ثم إلى اقتراحات مفتوحة على أجناس إبداعية متعددة فيما يعرف بعمليات التجنيس الأدبي...