الخلاصة:
نهدف من خلال دراستنا الى بناء برنامج حساب تأهيلي، نبتغي من ورائه تنمية قدرات الحساب وتحسين أداء الذاكرة العاملة أين عملنا على المكونين (الحلقة الفونولوجية والمفكرة البصرية الفضائية). اعتمدنا في بناء هذا البرنامج على عدة ابعاد منها المعرفية وتتمثل في: العودة الى مراحل نمو التفكير المنطقي الرياضي ويتجسد في تنمية مهارات التقدير الكيفي للكميات والقياسات، وبعد ثاني يتمثل في التدريب على نشاطات حسابية متنوعة تشمل العمليات الأربع (الجمع الطرح، الضرب، والقسمة) واستراتيجيات حل مشكلات حسابية. وللتحقق من فعاليته قمنا بتطبيقه على عينة حجمها (ن=24) من اطفال يتراوح عمرهم بين8 و10 سنوات (مستوى السنة الثالثة والرابعة ابتدائي)،واتبعنا المنهج التجريبي بتصميم مجموعتين مرتبطتين بقياسين قبلي وبعدي، كما طبقنا عدة أدوات كالملاحظة والمقابلة والاستمارة وعدة مقاييس على رأسها اختبار الحساب والذاكرة العاملة واختبار الذكاء.
وتوصلنا الى نتائج مفادها ان البرنامج كان ذو فعالية في تنمية قدرات الحساب وأداء الذاكرة العاملة.وظهر ذلك بشكل جلي في الفروق بين القياسين القبلي والبعدي، حيث بلغت قيمة ت بالنسبة للتقدير الكيفي والكمي(13.64t= )، وفي مهارة العد واجراء عمليات حسابية(10.14t= ) وفيما يخص حل مشكلات حسابية بلغت قيمةZ( Z= 4.29)،فيما بلغت قيمة ت بالنسبة للحلقةالفونولوجية (10.35t= ) والمفكرة البصرية الفضائية(6.14t= )وكلها دالة عند مستوى دلالة(0.01).الا ان التحسنفي قدرات الحساب كان أكثر وضوحا مقارنة بالذاكرة العاملة،وبرز ذلك في نتائج حجم الأثر الذي كانت قيمته في الحساب أكبر من الذاكرة العاملة. لذلك درسنا العلاقة بين كل من الحساب والذاكرة العاملة فكانت قيمة الارتباط(r= 0.31)الا أنها غير دالة، وبلغت قيمة الارتباط بين الحساب والتقدير الكيفي والكمي(r=0.81)وهي دالة عند مستوى(0.01)، الشيء الذي جعلنا نستنج ان الحساب لا يعتمد على الذاكرة العاملة فقط بل يقوم على نشاطات معرفية أخرى أهمها التفكير المنطقي. كما جعلنا نتوقع ان ذوي صعوبات الحساب لديهم استراتيجيات عمل الذاكرة اللفظية والبصرية من معاجلة وتخزين تختلف عن تلك المعالجات عند العاديين.