الخلاصة:
دور القياد في تفعيل السلطة العثمانية في الجزائر(1520-1837م)" هو موضوع يهتم بوظيفة القايد في الجزائر خلال العهد العثماني باعتبارها من أهم الوظائف المخزنية التي أحسن الأتراك العثمانيون استغلالها من أجل تفعيل أعمال الدولة في حواضر اإديالة وفضاءاتها الريفية. حيث ولي القياد مهام استتباب الأمن وجباية الضرائب و هما من المهام الرئيسة التي اضطلع بها الأتراك العثمانيون في الجزائر.
ويبحث الموضوع في أصول اللقب "قايد" وجذور الوظيفة في المجال المغاربي، ثم يفصل في اعتمادها في نظم الإدارة التركية الناشئة في الجزائر، تحت اسم "قواد الجيش" الذين يقود عسكر الإيالة ويحكمون حواضرها الصغرى. كما يهتم تطور الوظيفة نحو المهام الجبائية والإدارية ممثلة في ما عرف بـ "قياد الأوطان، ويعرض مهامهم وصلاحياتهم.
ويستمر البحث في تتبع تطورات الوظيفة نحو المهام الخدماتية بمدلولات فخرية أكثر منها وظيفية. ويحاول الموضوع الغوص في واقع القياد الاقتصادي والاجتماعي، وتأثيرهم على الذهنية السوسيو-سياسية في الجزائر، حيث تعدت صورة القايد في ثقافة المجتمع الجزائري مند العهد العثماني ذلك المفهوم البسيط المتصل بالإدارة فحسب، لتتأصل على نحو له علاقة بالجور السياسي والخضوع و المغارم و الرهبة. واستمر ذلك التصور إلى يومنا هذا، خاصة لما تفطنت إدارة الاحتلال الفرنسي لقوة الوظيفة و اصطلاحها في ثقافة المجتمع الجزائري فأبقت عليها من أجل رقابة شديدة على أرياف المستعمرة وحواضرها الصغرى.