الخلاصة:
شهدت بلاد الشام خلال القرن 19م حملة تبشيرية مسيحية كبيرة، تمثلت في توافدت العديد من الإرساليات التبشيرية من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بمذاهب مختلفة منها الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية، لتحقيق أهداف مسطرة من طرف دولها التي أشتد تنافسها على تركة الرجل المريض أي الدولة العثمانية خلال هذا القرن، ولقد ساهمت عدة عوامل في ظهور التبشير في بلاد الشام ومن أبرزها التركيبة الاجتماعية المتعدة الطوائف، ولتحقيق أهدافها استعملت عدة وسائل أهمها وسيلة التعليم، وترتب عن ذلك عدة آثار منها فصل لبنان عن سورية وتأسيس دولة لبنان الكبير سنة 1920م، ومع ظهور نهضة فكرية في بلاد الشام امتدت إلى المجتمع العربي عن طريق ظهور نخبة شامية متنورة أمثال بطرس البستاني وفارس الشدياق وغيرهم. بالإضافة إلى تكريس النعرات الطائفية في المجتمع الشامي وتمكين اليهود من أرض فلسطين.