الخلاصة:
يمكن القول في نهاية هذه الأطروحة أن فرونطو اجتمعت فيه مزايا الرجل السياسي المسؤول و شخصية المعلم البليغ . لقد تمكن بفضل جهوده الخاصة و كفاءته العلمية العالية تبوأ مكانة متميزة خلال القرن الثاني الميلادي ، على هذا الأساس اختاره الإمبراطور أنطونينوس التقي ليكون معلما لابنيه لوكيوس فيروس و ماركوس أوريليوس . استغل فرونطو تلك المهمة لأهداف و غايات سياسية تستهدف إصلاح و تغيير أوضاع سكان المقاطعات الذين تضرروا كثيرا من سياسة الاحتلال و الرومنة . فوضع لهذه الغاية إستراتيجية محكمة تقوم على تحضير الفكر الروماني لتقبل فكرة تعميم حق المواطنة ، فسعى إلى تربية ماركوس أوريليوس على مبادئ الفضيلة ثم توجيهه للاقتداء بالاسكندر المقدوني كنموذج في تأسيس الدولة العالمية في إطار احترام ثقافات الشعوب وتجسيد العدالة الاجتماعية كحق طبيعي لجميع البشر . لقد نجح فعلا فرونطو في تحضير الفكر الروماني و إعداد تلامذته لمشروعه العالمي الذي تجسد تدريجيا إلى غاية تقنينه في عهد كراكلا بإصدار قانون تعميم حق المواطنة سنة 212 م