الخلاصة:
يتناول موضوع رسالة الدكتوراه في الفلسفة تحت عنوان " العولمة و التحولات العالمية" إشكالية طبيعة العولمة و علاقتها بالحركة الجدلية لتاريخ الاجتماع البشري و تطوره، و التأثير الإيديولوجي المصاحب لكل مرحلة من مراحل هذه الجدلية، على أساس أن نفس المبادئ التي نشأ عليها الاجتماع البشري، نشأت عليها العولمة باعتبارها نتيجة لهذه الحركية الجدلية، و تتمثل هذه المبادئ في مبدأ الاعتماد المتبادل و مبدأ الاندماج.و لما كان هذان المبدآن هما مبدآن طبيعيان، على أساس أن الانسان اجتماعي بطبيعته، فهو دائما يحتاج غيره من الناس، و كان ذلك في إقليم ضيق جغرافيا، فإن مع العولمة الحالية قد توسع نطاقهما ليشملا الدول بمجتمعاتها، فبات الاعتماد المتبادل بين الدول في عالم واحد أمرا طبيعياو ضروريا، كما أن كل دولة مضطرة بأن تندمج في النظام العالمي بسبب عدم قدرتها لوحدها مواجهةلقضايا ذات التهديد العالمي، و ما طابع الهيمنة العالمية الذي يطبع عصر العولمة سوى نتاج الأنانية التي نشأت و تطورت عبر مراحل هذه الجدلية بسبب نشوء الملكية الفردية و تطورها، لتخرج من الطابع المحلي المحدود إلى الطابع العالمي اللامحدود، و تستعمل القوى المهيمنة كل الآليات من أجل تبرير مشروعيها.