الخلاصة:
يحتل مفهوم الصدمة أهمية كبيرة في الميدان العيادي، حيث يعرّف كتجربة معاشة تسبّب
ارتفاع الإثارات القوية على مستوى الحياة النفسية في زمن جد قصير لدرجة فشل تفريغها أو
إرصانها حسب الإمكانيات، مما ينتج عنه اضطرابات على مستوى تسيير الطاقة.
ظهرت الدراسات حول الصدمة النفسية خلال الحربين العالميتين، وتوالت فيما بعد، حيث
أشارت معظم نتائجها إلى آثار الصدمة المتمثلة في : ضعف العلاقة بالواقع و فشل الرقابة، مع
الميل إلى الرفض، ارتفاع نسبة القلق، بالإضافة إلى الفراغ النفسي وصعوبة تحقيق القدرة على
التركيب، والكف الفكري.
وإذا كان البعض من الأطفال قادرا على إرصان الصدمة على الصعيد العقلي، فإنه يصعب
على البعض الآخر تحقيق ذلك، حيث تظهر لديهم دفاعات شبه ذهانية، وبالتالي ، يبدو حسب النتائج
أن المعاش الصدمي يؤثر على التوظيف النفسي لكن باختلاف في مصيرها من الأكثر تخريبا إلى
الأقرب تنظيما.
يطمح هذا المقال إلى الإجابة على التساؤل التالي: كيف تظهر الصدمة النفسية لدى الطفل
وماهو مصيرها؟