الخلاصة:
لقد لعب المتصوفة دوراً اجتماعياً وتربوياً كبيراً، انعكس على حياة وأخلاق هذه المجتمعات، خاصة المجتمع الجزائري، لقد عرف عنهم أنهم فاعلون اجتماعيون هدفهم إرساء قيَّم التعاون والأخلاق الحسنة لضمان حياة سعيدة للفرد في الدنيا والآخرة.
وسنركز من خلال هذا التقديم على طريقة صوفية، ذاع صيتها في المجتمع الجزائري نظراً لما تدعو إليه من احترام لمبادئ الدين الإسلامي الحنيف، ودعوة مريديها إلى العمل على نشر الخير والفضيلة، وتدريس العلوم الشرعية، وتربية الأبناء على الأخلاق الحميدة، وتقاليد الآباء والأجداد، وغرس الإيمان في قلوب الناس، وتعليم الناس أمور دينهم... إنها الطريقة الرحمانية.
تبقى الممارسة الصوفية بما تحمله من أبعاد اجتماعية وثقافية ورمزية كذلك، تجربة روحية لا يعرف طبيعتها ولا يفهم كننها إلا من خاضها وتدرج عبر مسلكياتها، وتقيد بشروطها وضوابطها. وهنا يمكن الإشارة كذلك إلى حضور المكان ومشاركته في إنتاج التجربة الصوفية، باعتباره ذلك المجال المقدس الذي يحتضن المخاض الصوفي من أجل إحقاق ولادة رمزية جديدة.