الخلاصة:
لقد أخذ موضوع التسامح مساحة كبيرة من المقاربات النظرية الحديثة و أصبح أحد أهم إشكاليات العصر. فاعتبر ضرورة للتعايش فرضها المجتمع المدني المبني على التعددية السياسية و الثقافية و الاجتماعية، إذ لم يعد مجرد حوار للحضارات أو للثقافات أو تفاعلاً اجتماعيا ليصبح موقفا إنسانيا لا يَعترِفُ بالاختلاف و التعدد في الوقت الذي تنبذ فيه كل الأديان اللا تسامح أو التعصب و تصفه بالموقف اللا إنساني و لا حضاري. رغم أن استخدامه في سياق الحديث عن الجانب الديني جاء لتفعيل الحوار و التعامل مع الآخر و القبول بالتعددية.
يمكن لنا أن نضع إشكال لهذا المقال و هو: هل هناك تفعيل للدين على قيم التسامح التي جاء بها النص الإسلامي (الكتاب و السنة النبوية) في المجتمع المدني اليوم؟
وللإجابة عن هذا التساؤل قسمنا هذا العمل إلى ثلاث مباحث، تناولنا في المبحث الأول التسامح الديني وحرية المعتقد من الأخلاق الإسلامية، وتعرضنا في المبحث الثاني إلى بعض نماذج التسامح و التعصب و ختمنا بالمبحث الثالث و هو قراءة في متناقضات نعيشها اليوم.