الخلاصة:
أصبحت تكنولوجيا الإعلام قوة قاهرة أحياناً، وميزانياتها توازي ميزانيات عسكرية لدول كبرى، وكانت خلال بعض الحروب، ولاسيّما في الشرق الأوسط سبّاقة، كجزء من حرب نفسية ضخمة وآلة حربية ناعمة، ولكنها قد تكون قاتلة، وتقدّمت أحياناً على الآلة الحربية التقليدية، الأمر الذي لا بدّ من أخذه عند البحث عن حرّية التعبير ومعناها ومبناها، سواء في مبادئها أو القيَّم التي تقوم عليها أو في حدودها بتمييزها عن الحرّية في التشهير.
وللإعلام فعله المؤثر والحاسم في السلم والحرب في الرأي العام والنزاعات الأهلية والحروب والبضائع والسلع والأفكار ونمط الحياة، وهو ما اعتمد عليه «تروست الأدمغة» العامل في إطار المجمّع الصناعي _ الحربي، وخصوصاً في الولايات المتحدة، ومنذ انطلاق الحرب الباردة في العام 1947، الأمر الذي يحتاج إلى وسائل جديدة يتم فيها، عولمة الحقوق والحرّيات، واستخدام منجزات الثورة العلمية _ التقنية، وعولمة الثقافة والفنون والآداب، بحيث يمكن الاستفادة من الوجه الإيجابي للعولمة، والتقليل من الضرر الحاصل بسبب وجهها المتوحّش أو التخفيف من غلوائه على أقل تقدير، والذي يريد فرض الهيمنة والتسيّد وإملاء الإرادة عبر وسائل الإعلام، وتحت عناوين حرّية التعبير أحياناً