الخلاصة:
شهد مضمار تعليم العربية في العقدين الأخيرين تزايد في عدد الملتحقين ببرامج اللّغة العربية منجميع أنحاء العالم، وعدد الأقسام والمراكز التي فتحت أبوابها من أجل استقبالهذا العدد من الراغبين في تعلم العربية، أدى هذا إلى بروز مجال بحثي جديد يهتمبتعليم اللّغة العربية للناطقين بغيرها. يسعى من خلاله المتخصصين إلى الاستفادة من نتائج الأبحاث اللسانية وتجارب الأجانب في مجال تعليم اللّغات الأجنبية للرقي به.
بالموازاتمع ذلك يشهد الدرس اللّساني الحديث تطورا متسارعا أفضى إلى تشعب التخصصات وتداخلها، هذا التشعب الذي لم يمنع منهجيا من المحافظة على اتجاهات لسانية تهتم بالنظريات التجريدية، واتجاهات أخرى تطبيقية تفيد من المبادئ النظرية في مجالات مختلفة لعل أهمهابالنسبة إلينا تعلم اللّغة الثانية عموما والعربية على وجه الخصوص، وباعتبارنا مهتمين بالثنائي مخرجات النظريات اللسانية الحديثة وتدريس العربية لغة ثانية،ارتأينا أن تكون دراستنا هذه الموسومة بـ: "نحو مقاربة تفاعلية تواصلية لتعليمية اللغة العربية للناطقين بغيرها" محاولة منا للاستفادة من مخرجات اللسانيات التداولية خدمة لمجال تعليم العربية للناطقين بغيرها، فاللسانيات التداولية من النظريات اللسانية الحديثة وموضوعها دراسة اللّغة في الاستعمال، قد تمخض عن تطور الأبحاث فيها عدة مقاربات تعليمية، من بينها المقاربة التفاعلية التواصلية التي تعد من أحدث مقاربات تعليم اللّغات الأجنبية الناتجة عن تطور الدراسات في حقل تعليمية اللّغات والدراسات اللسانية بشقيها النظرية والتطبيقية؛ حيث تركز هذه المقاربة على الجانب التفاعلي في تعليم اللّغات الأجنبية من خلال الاستفادة من نظرية أفعال الكلام أهم مُخرج للسانيات التداولية، فنم بفضلها الانتقال في عملية تعليم اللّغات الأجنبية من وحدة التواصل إلى وحدة الحدث، ومن التركيز على الفرد إلى التركيز على المجموعة ومن الكفاءة التواصلية إلى الكفاءة الاجتماعية