الخلاصة:
لقد توقّف بعد الاستقلال الكثير من الكتّاب الجزائريين الذّين يكتبون بالفرنسية لأسباب أو لأخرى، وكان مالك حدّاد أحد هؤلاء الذّين شاع عنهم الصّمت الإرادي والتوقّف عن الكتابة، إلى درجة أصبحت فيها هذه المقولة [الصّمت] مأساة حقيقية، ذلك لأنّه لم يستطع التّعبير بالعربيّة عمّا يُحسّه بالعربية وقال: "نحن نكتب بلغة من كانوا أعداءنا خلال حرب التّحرير" .إلى أيّ مدى كانت هذه المقولة صحيحة؟ [وكانت هذه هي إشكالية البحث] وهل توقّف مالك حدّاد عن الكتابة فعلا فاسحًا المجال أمام الكتّاب بالّلغة العربية في جزائر الاستقلال؟ . إنّ المتتبّع لجريدة النّصر [1965- 1968] يستطيع بشيء من المقارنة والتّحليل الإجابة عن السؤال. مالك حداد لم يتوقّف عن الكتابة بل كان المسؤول عن الصّفحة الثّقافية لهذه الجريدة خلال الفترة المذكورة أعلاه، وأمدّها بعصارة فكره من مقالات متنوّعة تراوحت مواضيعها بين الاستعمار والمدرسة والأدب إلى الثّقافة والسّياحة والوسائل السّمعيّة البصريّة وغيرها وذلك بكثير من التّحليل والاستشراف. ونَشرُ قصيدته je suis chez moi en palestine في 3جوان1967 لدليل آخر على ذلك. إذن توقّفه عن كتابة الروايات لا يعني بحال من الأحوال انعزاله عن الحياة الأدبية.