الخلاصة:
تعد قضية المؤسسات الدينية من أهم القضايا التي استحوذت على اهتمام الباحثين و المفكرين، ووقفوا منها مواقف واسعة الانتشار في الفكر السوسيولوجي، لما لها من دور في اهتمامها بالقضايا والمشكلات الاجتماعية، خاصة في حاضرنا الذي نعيشه الآن، ومن ثم تظهر ضرورة الاهتمام بأفراد المجتمع والتخطيط السليم لتوعيتهم، والذي لابد أن يستمد أهدافه من الدين ومبادئه ومؤسساته. وهنا تأتى أهمية المسجد بصفته أحد المؤسسات الدينية ذات التأثير المباشر والفعال في حياة المجتمع، وقد اختلف الباحثون في تفسير دوره حيث أرجعه البعض إلى أنه يكاد يكون معدوماً في تنشئة الفرد وإصلاح حال المجتمع، وفسره آخرون اتجاها مغايرا يرون فيه بأنَّ المسجد بات يتجه نحو المسار الصحيح من خلال أداء بعض أدواره في المجتمع وخدمة أفراده. لذلك عمدت هذه الدراسة إلى التعمق في ثنائية ماهية مؤسسة المسجد و تفعيل الوعي الاجتماعي وكذا المقاربة النظرية المفسرة لهما، ونظرا لما تؤديه المؤسسة المسجدية من أهمية كبرى في المجتمع، كونها ترتبط بشكل كبير مع أئمة المساجد فهم طرف فاعل في الحفاظ على المبادئ والقيم المجتمعية ولا سيما تفعيل الوعي الاجتماعي والوازع الديني ذي الأثر البالغ في توجيه السلوك وانضباطه، فإنَّ مشكلة الدراسة نحددها كالتالي : كيف يمكن لمؤسسة المسجد أن تساهم في تفعيل الوعي الاجتماعي لدى الفرد الجزائري وتجاوز الإصابة بفيروس كورونا في ظل الأزمة الراهنة ؟