الخلاصة:
تُواجه كل دول العالم منذ أواخر القرن العشرين حتى الآن تحديات اقتصادية واجتماعية بالغة الصعوبة. ويرتبط جزء من هذه التحديات بالتعارض الشديد بين متطلبات مشاركة الأفراد في سوق العمل من ناحية، والالتزامات التي تفرضها عليهم الحياة العائلية والأسرية من ناحية أخرى. فمعدلات النمو الاقتصادي المرتفعة التي تحققت في بعض المجتمعات الغربية والصناعية خلال سنوات الوفرة والرفاه الاقتصادي، باتت مهددة بالتراجع بفعل التآكل المستمر في قوة العمل النشطة القادرة على العمل والإنتاج، ويُعزى التهديد بهذا التراجع في جانبٍ كبير منه إلى الانخفاض الملحوظ في معدلات الخصوبة، الناتج عن التعارض بين العمل والأمومة، واتجاه النساء لتفضيل العمل والإنجاز في الحياة المهنية على حساب الإنجاب وأدوار الرعاية الأسرية، هذا إلى جانب تراجع قيمة الأسرة في حياة الأجيال الشابة أمام التطلعات المهنية الجارفة للذكور والإناث على السواء، وارتفاع معدلات التفكك الأسري بفعل الطلاق، وظهور أشكال بديلة للحياة العائلية والعلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج، وتزايد اهتمام الأفراد بالسعي وراء السعادة الشخصية على حساب المهام والواجبات التي ينطوي عليها مفهوم العائلة.