الخلاصة:
ان المتمعن في أحداث اليوم السياسية التي تميز البلدان الاسلامية يلاحظ بشكل واضح المخلفات الكارثية التي تركتها الحركات المتدينة المتطرفة سواء على المستوى البشري من خلال عمليات القتل العشوائية الغير مبررة أخلاقيا أو على مستوى البنيات التحتية المهدمة من طرفهم، هذه السلوكات لم تكن لتنزل على أرض الواقع لو لم تكن أفكارا مستوحاة من نصوص مقدسة، هذه النصوص قد أسيئ فهمها باسم التفسير تارة وباسم التأويل تارة أخرى، هذه الذهنية المشوهة نبه الى خطورتها مرارا الفيلسوف الجزائري محمد أركون من خلال مشروعه المعنون ب « نقد العقل الإسلامي» حيث أعطى توصيفا مهما للأصولية الإسلامية من خال الأحداث التاريخية المشكلة لظهورها وكذا الآليات والمناهج الفكرية التي من خلالها تبرر لذاتها، هذه الأصولية التي تستمد روحها من تراث منهك جاوزته الظروف وفاته الزمن تولد جملة من السلوكات الإنسانية والتي يقدم لها أركون نقدا لاذعا داعيا الى تفكيك هذه الذهنيات وإعادة بلورة جملة من القيم التي تصادم قيم الأصولية بغية تجاوزها الى فضاء يحترم فيه الإنسان، وعليه فان إشكالية هذه الورقة تكون على الأتي :
إلى أي مدى يمكننا القول أن محمد أركون فهم الأصولية الإسلامية على حقيقتها ؟ وماهي الرؤية الأركونية المستقبلية لتجاوز أزمة الأصوليين ؟