الخلاصة:
تتضمن حياة الإنسان الكثير من المواقف والخبرات غير المرغوب فيها أو المهددة له، وتعد الأمراض المزمنة ومنها السرطان أحد الأحداث الحياتية الضاغطة التي لها علاقة بالإصابة بالاضطرابات النفس جسمية، فالضغط الناتج عن المرض وعلاجه قد يزداد مع عوامل ضاغطة أخرى موجودة في الحياة اليومية للفرد قبل تشخیص المصاب بالسرطان (لبنى أحمان، 2011، ص 22). | إن التعرض للضغوط النفسية لا يكون كافيا لظهور ردود فعل الضغط النفسي في ضوء تجارب البشر العادية، وتقوم العمليات النفسية والاجتماعية بوظيفة الوساطة بين الأوضاع البيئية وسلوك الإنسان والسلامة النفسية أو ربما في أمد الصدمة في تغيير الأداء النفسي، وبالتالي إما تحمي الفرد أو تجعله أكثر عرضة للضغط النفسي (آمال عبد القادر جودة، 2004، ص670). ويعد مرض السرطان من أخطر الأمراض اليوم ليس لخطورة المرض فحسب وعدم توافر العلاج خاصة وأن الكثير من أنواع من مرض السرطان تجد العلاج المناسب لها والشافي، لكن ونتيجة للصدمة التي يتعرض لها المريض الذي لا يتقبل المرض نهائيا حيث يبقى مرض السرطان عنوانا للموت شئنا ذلك أو أبينا، وهو أمر لا يمكن تجاهله في مجتمعنا. وتوجد العديد من العوامل التي تتحكم في التصورات الاجتماعية حول مرض السرطان التي تشكلت لدى مجتمعنا إذ ينظر بعين الشفقة لكل مريض بهذا المرض، ومع تعدد هذه العوامل يبرز مرض السرطان للمريض تحتمية وجب مواجهتها بكل الوسائل والطرق المتاحة في يد المريض. ولأن المريض نتيجة لتلك التصورات الاجتماعية من المحيطين به من جهة، وكذا نظير الضغوط التي تعترضها يوميا في حياته اليومية بسبب المرض أو العلاج فإنه يحاول جاهدا التغلب عليها ومجابهتا من أجل التوافق مع ذاته أولا ومع بيئته ثانيا.