الخلاصة:
لقد أصبح مرض الأورام السرطانية اليوم من المشكلات الصحية الخطيرة التي تواجه الإنسان، بحيث أصبحت كلمة "السرطان" ذاتها مصدرة للقلق والخوف عند كثير منا، نظرا للنهاية المتوقعة للمصاب بهذا المرض. ونتيجة لذلك، فقد استأثر هذا المرض باهتمام كثير من المؤسسات الطبية والنفسية، وأصبح يمثل موضوعة بارزة للدراسة داخل فرع علم النفس الطبي، الذي يرتكز على دراسة المتغيرات النفسية المرتبطة بالأمراض العضوية. ويتضح كذلك هذا الاهتمام من خلال تشجيع الجمعية الأمريكية للسرطان الباحثين على القيام بالأبحاث وتطبيقها في نطاق مرض الأورام السرطانية، وذلك لسببين رئيسين: 1. لاكتشاف المتغيرات النفسية التي لها دور مهم سواء للوقاية من المرض، أم للتحكم فيه والسيطرة عليه، أم للتوافق معه. 2. ولتدريب المختصين بتقديم الخدمة العلاجية للمرضى على هذه المتغيرات النفسية، مما يساعدهم على تقديم الخدمة الصحية بشكل أفضل، وبالتالي ينعكس ذلك على تحسن صحة المرضى الجسمية والنفسية (99. Redd, 1995, p ) . وتأتي الدراسة الراهنة كواحدة من الدراسات التي تدعم اتجاه الاهتمام بهذا المرض، ومن ثم فهي تتبنى مجموعة من الأهداف تدخل جميعها في إطار واحد هو خفض الخبرة بالمشقة النفسية لدى مرضى الأورام السرطانية. وتتحدد هذه الأهداف فيما يأتي: : الكشف عن نوعية استراتيجيات المواجهة التي يتبناها مرضى الأورام السرطانية للتخفيف من المشقة النفسية الناجمة عن الإصابة بالمرض، وعن الطبيعة المزمنة له