الخلاصة:
لا يعتبر المرض أمرا عضويا فقط، بل يعد ظاهرة معقدة، لا يمكن اختصارها في بعدها البيولوجي، فهناك تأثيرات نفسية واجتماعية وثقافية تؤثر في العادات الصحية واتجاهات وسلوكيات الفرد وارتباطها ببعضها، وخاصة لدى المصابين بأمراض مزمنة. | ومنه اهتمت هذه الدراسة بدراسة إدراك المرض عند مرضى السرطان وارتباطه باستجابتي القلق والاكتئاب، أين هدفنا لدراسة الظاهرة واستكشاف كل جوانبها و أبعادها الحقيقية لدى مرضى السرطان بورقلة. وقد افترضنا وجود إدراك مميز لدى مريض السرطان لمرضه بما فيه تصوره الأسباب السرطان وارتفاع مستوى القلق والاكتئاب، ووجود علاقة بين أبعاد إدراك المرض وبين مستوى كل من القلق والاكتئاب لديه، واختلاف تلك العلاقة باختلاف السن والجنس والمستوى التعليمي والمستوى الاجتماعيو الاقتصادي ونوعية السرطان ومدة الإزمان ونوع العلاج قدرنا أن إستبيان إدراك المرض المعدل (IPQ-R )، والمقياس الإستشفائي للقلق والاكتئاب (HADS)، أداتين مناسبتين لمثل هذه الدراسة، وتم التأكد من صدقهما وثباتهما في دراسة استطلاعية على عينة مكونة من 30 مريضا بالسرطان. وتمثلت عينة الدراسة الأساسية في 85 مريضا، والتي طبقت عليها الأداتان على شكل بطارية بطريقة المقابلة "نصف الموجهة" من طرف الباحثة. أين توصلت النتائج إلى: - ارتفاع إدراك مرضى السرطان في كل من بعد العواقب، والسيطرة الذاتية والعلاجية، وتساوق المرض، والدورية، والأثار الانفعالية، وانخفاضه نسبيا في بعد الزمانية مقارنة مع متوسط الإجابات. - وجود فروق في أبعاد المرض باختلاف الجنس والمستوى الاجتماعي وفي مدة الإزمان، بينما توجد فروق باختلاف السن عند أبعاد (التساوق و السيطرة الذاتية و الانفعالية) لصالح صغار السن، وفروق باختلاف المستوى التعليمي عند أبعاد الزمانية، التساوق، السيطرة الذاتية، الدورية، الانفعالية) لصالح مرتفعي المستوى التعليمي، وفروق باختلاف المستوى الاقتصادي عند بعد (العواقب) لصالح مرتفعي المستوى الاقتصادي. - وجود القلق والاكتئاب لدى مرضى السرطان، وارتفاعهما لصالح الإناث مقارنة بالذكور. - جاءت العلاقة بين أبعاد إدراك المرض والقلق والاكتئاب، دالة مع جميع الأبعاد وبارتباط قوي مع بعد الانفعالية، ودال بعلاقة عكسية مع أبعاد (التحكم في العلاج وفهم المرض والسيطرة على المرض)، أي كلما زادت درجة هذه الأبعاد، كلما نقص مستوى القلق والاكتئاب. - دلالة الارتباط بين الهوية وبين القلق والاكتئاب، والتي توضح ارتباط مستوى القلق والاكتئاب بزيادة تواجد الأعراض المرضية لدى مرضى السرطان.