الخلاصة:
تهدف هذه المداخلة، إلى عرض وتحليل بعض المعطيات النظرية ونتائج الدراسات الميدانية المحلّية والأجنبية ، وذلك من أجل توضيح مدى أهمية دراسة أنماط السلوك الصحي والاتجاهات نحوه ، حيث أنه للسلوك الصّحي دورا جوهريا في المرض ، كما أنه يعتبر عاملا أساسيا في تحسين الصحة ، و الأنماط السلوكية تختلف من فرد لآخر و من مجتمع لآخر، و من بين الأنماط السلوكية التي حازت على أكبر قدر من الاهتمام لدى الباحثين في علم نفس الصحة، هي تلك السلوكات التي تتعلق بصحة الإنسان لما لها من تأثير على حياة الأفراد و بيئتهم، و اقتصاد البلاد، وتعرف الصحة حسب منظمة الصحة العالمية على أنها" حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، وليس مجرد غياب المرض أو العجز". و لكن حالة الاكتمال هذه ، من الصعب أن تتحقق و هذا راجع للمتغيرات البدنية و النفسية و الاجتماعية التي تطرأ على حياة الإنسان و التي قد يغير سلوكه وفقها، و بالتالي يصبح يتصرف تماشيا مع متطلبات العصر و من هنا قد تتراجع سلوكاته التي يعتمد عليها للحفاظ على صحته و تتحوّل من سلوكات صحية إلى سلوكات خطرة تضر بالصحة، ومن خلال هذه المداخلة تريد الباحثة أيضا، أن تبين بأن تقديم الدعم العلاجي والتربية الصحية في المراحل المبكرة للمرض، يعدّ أقلّ تكلفة عن تقديمه في المراحل المتأخرة من ظهور المضاعفات وتدهور الحالة الصحية ، والأسلوب الأفضل من كل هذا، هو الوقاية من كل الأمراض المتأثرة بنمط الحياة ، بمعنى إيقاف السلوك الخطر أو تعديله، بدلا من علاج الأمراض .