الخلاصة:
لقد تزايدت المخاطر الصناعية بأشكالها المختلفة في السنوات الأخيرة ، و ذلك لحاجة الإنسان المتزايدة للتقنيات الحديثة في شتى مجالات الحياة الصناعية ، و هي بالرغم ما قدمته للعمال من تسهيلات فإنها في نفس الوقت كانت الأساس للكثير من المخاطر الصناعية التي لم تكن معروفة قبل اكتشاف هذه التقنيات. و يعتبر علم الأمن الصناعي علما حديثا يعنى بالصحة و السلامة المهنية، و تتعلق تدابير الأمن الصناعي بتوفير ظروف العمل الآمنة ووضع تدابير السلامة الوقائية عند تصميم أو اختيار الآلات و مواد العمل أثناء الاستثمار و التشغيل ، و كذا عن طريق تنظيم مكان العمل و تحديد مصادر الخطر واستعمال معدات الوقاية الفردية و في الأخير عند وقوع الحوادث و تشمل إجراء الإسعافات الأولية و عمليات الإنقاذ ، حيث تسعى تدابير الأمن الصناعي إلى الحد و الوقاية من حوادث العمل و الحفاظ على الصحة النفسية و الجسمية للعمال و تعرف منظمة الصحة العالمية صحة الإنسان : " بأنها لا تعني خلوه من الأمراض فحسب و إنما رفاهيته الاجتماعية و النفسية . في نفس السياق ، تهدف الدراسة الحالية إلى التعرف على عوامل الإخلال بشروط الصحة و السلامة المهنية أولا: المرتبطة بالعامل ، ثانيا: المرتبطة ببيئة العمل و ثالثا: بطبيعة العمل و أسلوبه ، كما تهدف الدراسة لمعرفة تأثير الإخلال بهذه العوامل على الصحة الجسمية و النفسية للعمال مثل الجروح ، الكسور وإصابات في العمود الفقري ، الأمراض المهنية و غيرها من الاعتلالات الصحية الجسمية و القلق و الاكتئاب و غيرها من الاعتلالات في الصحة النفسية. و تندرج الدراسة الحالية ضمن الدراسات الوصفية الإستكشافية ، تمثلت عينة البحث في عمال المؤسسات الصناعية التالية : الديوان الجهوي للحليب و مشتقاته orlac الكائن مقره ببر خادم الجزائر ، المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية بالرويبة و بالتحديد ورشة الحدادة ،مؤسسة الرزم المعدني بجسر قسنطينة الجزائر ، التبغ و الكبريت البليدة ، المؤسسة الوطنية لتصنيع النحاس و الحديد مؤسسة البناء الجاهز بالأبيار .