الخلاصة:
هذه المداخلة هي عبارة عن نظرة شاملة حول علم النفس الصحة، ظروف تطوره، وتقدم الأبحاث فيه، وارتقائه إلى تخصص مكمل للتخصصات الأخرى التي تهتم بالصحة في إطار نموذج البيوطبي النفسي والاجتماعي. إذ لابد من الإشارة إلى أنه مع التقدم السريع للبحوث في مجال الصحة في السنوات الأخيرة، تغيرت التطلعات إلى فهم الصحة والمرض، واتجهت الجهود العلمية والأكاديمية نحو ضم العوامل النفسية والاجتماعية إلى نشأة وتطور المرض. ومنذ ظهور النموذج البيوطبي النفسي الاجتماعي لأنجل (Engel, 1980) إلى النموذج الأحدث في المجال الصحي (علم النفس العصبي الغددي والمناعي)، هناك العديد من النماذج التي دعمت فكرة أن بعض السوابق الاجتماعية والنفسية (مثل السمات والخصائص الشخصية والمعرفية) أن تلعب دورا مهيئاً للإصابة بالمرض، وتساعد على هشاشة الجهاز المناعي. وعلى هذا الأساس تولدت الحاجة إلى علم النفس الصحة لدراسة مختلف العوامل النفسية الاجتماعية والمعرفية التي تلعب دوراً (مباشر أو غير مباشر، سلبي أو ايجابي) في نشأة وتطور المرض، والتي من شأنها التعجيل في ظهور المرض أو تأجيله أو الحد من مضاعفاته ومخلفاته على الفرد. كما يمكن التنبؤ للمرض من خلال عوامل نفسية اجتماعية (Risques psychosociaux) تكون كمؤشرات خطر على الصحة، وبالتالي إمكانية الوقاية.