الخلاصة:
أصبح مرض السّرطان مؤخّرا يعتبر من الأمراض المزمنة، ولم يعد كما كان سابقا يكتسي صبغة المرض القاتل، و هذا لما توصّل إليه الطبّ من علاجات كيميائية، إشعاعية و حتّى هرمونية، ناهيك عن التكفّل النّفسي و الّذي ينبغي أي يكون خلال فترات المرض الخمس: التشخيص، بداية العلاج، المراقبة الطبية، إمكانية الانتكاسة، و أخيرا المرحلة النهائية، و بهذا فإنّ مفهوم الصّدمة في هذا النّوع من الأمراض طويلة الأمد والمزمنة يتّخذ نوعا من الاستمرارية، ما يجعل المريض يستجيب بطريقة خاصّة نوعا ما، فنجده يمتاز بنوع من القلق يكون ذو علاقة و طبيعة المرض كقلق الموت، قلق مرتبط بتغير الصورة الجسدية بسبب المرض أو العلاجات المصاحبة له، و قلق الفقدان، ضف إلى هذا حالات الاكتئاب و الاضطرابات النفسية التي قد تصاحب المريض خلال فترة العلاج، ولهذا فإنّ وجود أخصائي نفساني متمرّس و مختص بمرضى السرطان أصبح موضوعا لا نقاش فيه في مصالح و مراكز العلاج، و هذا ما سنحاول توضيحه في عرضنا، وقد أردنا هنا أن نتكلّم عن الأساليب النفسية المستعملة مع مرضى السرطان، خلال مختلف أطوار المرض، و ذلك من خلال التطرق لموضوع علاقة الشخصية، الصدمات و الخبرات السابقة بظهور مرض السرطان، إضافة إلى تحديد مختلف التقنيات المستعملة، و ما مدى نطاق تدخّل علم النفس في مصلحة أمراض السرطان، سواء مع المرضى، عائلاتهم، وحتى مع الفريق الطبي و الشبه الطبي. مقدمة: أصبح مرض السّرطان مؤخّرا يعتبر من الأمراض المزمنة، ولم يعد كما كان سابقا يكتسي صبغة المرض القاتل، و هذا لما توصّل إليه الطبّ من علاجات كيميائية، إشعاعية و حتّى هرمونية، ناهيك عن التكفّل النّفسي و الّذي ينبغي أي يكون خلال فترات المرض الخمس: التشخيص، بداية العلاج، المراقبة الطبية، إمكانية الإنتكاسة، و أخيرا المرحلة النهائية، و بهذا فإنّ مفهوم الصّدمة في هذا النّوع من الأمراض طويلة الأمد و المزمنة يتّخذ نوعا من الإستمرارية، ما يجعل المريض يستجيب بطريقة خاصّة نوعا ما، فنجده يمتاز بنوع من القلق يكون ذو علاقة و طبيعة المرض كقلق الموت، قلق مرتبط بتغير الصورة الجسدية بسبب المرض أو العلاجات المصاحبة له، و قلق الفقدان، ضف إلى هذا حالات الإكتئاب و الإضطرابات النفسية التي قد تصاحب المريض خلال فترة العلاج، ولهذا فإنّ وجود أخصائي نفساني متمرّس و مختص بمرضى السرطان أصبح موضوعا لا نقاش فيه في مصالح و مراكز العلاج، و من هنا ظهر اختصاص جديد ليعنى بهذه الفئة من المرضى و عائلاتهم، و المتمثل في علم النفس السرطاني. فقد ظهر علم النفس السرطاني كاختصاص جديد، لأول مرة في الو.م.أ على يد كل من Holland, Casslieth, Spiegel. لينتقل فيما بعد إلىأوروبا مع كلّ من Maguire, Greer, Razavi, Guex، أين تمّ إنشاء سنة 1975، بمرسيليا جمعية "علم النفس و السرطان" لتصبح فيما بعد و في سنة 1994 تحمل اسم « Société française de psycho-oncologie » (P.BEN SOUSSAN et E.DUDOIT, 2009, P 27) عرف هذا التخصص تطوّرا جد مهم في فرنسا، في حين أنه كان لا يزال في طريق نموّه فيما يخص باقي الدّول الاوروبية، كاليونان، و ألمانيا، أما بلجيكا فقد لحقت بفرنسا، من حيث تطور هذا التخصّص، إذ أصبح هناك تكوينات خاصة للفرق الطبية و الشبه الطبية العاملة بمصالح أمراض السرطان، من أجل التحكّم أفضل، في طريقة تقديم التشخيص للمرضى، التعامل معهم و مع عائلاتهم، أي بمعنى تكوينات لتطوير مهارات الإتّصال. (eurocancer 2004, PP385-392) في حين في الجزائر، لم يرى بعد هذا التخصص النور كتخصص قائم بذاته، فهو متوقف على الجهود الفردية لكل أخصائي نفساني يعمل في مصلحة أمراض السرطان، فليس هناك لا تكوينات و لا دورات من أجل ضبط قواعد للتعامل مع هذه الفئة الحساسة من المرضى، و يعتمد على فرض الأخصائي لوجوده في المصلحة كفرد فعال في العملية العلاجية، من حيث ضبط العلاقات بين المرضى و الأطباء و حتى الممرضين، مساعدة المرضى على تقبل المرض و الأدوية التي تعتبر جد مرهقة، و الإمتثال للتعليمات الطبية، بالإضافة إلى التعامل مع الألم، و القلق و ما يصاحبه من تغييرات في العادات السلوكية و الإنفعالية للمريض.