الخلاصة:
خلف الخمس أحرف المشكلة لكلمة سرطان يختفي عدو عنيد لا يستسلم بسهولة و يثير الكثير من المخاوف و الذعر. و بالرغم من التطور المستمر في مجال علاج السرطان حاليا، إلا أن سمعته و مآله السيئين تجعل منه مرادفا للألم، للمعاناة و الموت. و بين شد و جذب لآراء الباحثين حول تأثير العوامل السيكولوجية في ظهور السرطانات، وبين مؤيد و رافض لها، إلاّ أن الباحثين في المجال اتفقوا على تدخل هذه العوامل لتشكيل أرضية خصبة لتنشيط الخلايا السرطانية أو على العكس من ذلك عدم تنشيطها بل وتثبيطها بما للعامل النفسي من دور لا يستهان به في كل مرحلة من مراحل المرض ولا سيما في أثناء إخبار المريض والافصاح له بتشخيص مرضه. فاكتشاف الفرد إصابته بالسرطان يعتبر بمثابة صفعة صاعقة أو صدمة تصيب المريض بالذهول وتفقده كل معالمه، يشعر معها بتهديد جسده له و يتفجر قلقه ويظهر هوام الموت لديه. كما أن خصوصية الإفصاح عن تشخيص الإصابة السرطانية للمريض، لا يرتبط بالمريض بما يحمله من تصورات فحسب، و لكن أيضا بالطبيب المعالج المتجاوز بتصوراته هو الآخر و ميكانيزماته التكيفية، وهو ما يشكل لبسا قد يأثر في كيفية استيعاب المريض لمرضه، كما يؤدي لتشنج العلاقة بين المريض وطبيبه، غياب الثقة و عدم تقبل العلاج.... مع ما يستتبعه من ردود فعلية؛ النفسية منها، الانفعالية، المعرفية والسلوكية. لذا و لأجل التخفيف من وقع صدمة ابلاغ تشخيص الإصابة السرطانية للمريض و لأقربائه، فقد أسند في السنوات الأخيرة في الدول الأمريكية و الأوربية الكثير من الأهمية لوضع التدابير اللازمة لكيفية هذا الإبلاغ للتخفيف من انعكاسات المرض و ردود فعل المريض ومعاناته النفسية. و هو ما سنسعى لتوضيحه من خلال هذه المداخلة بإبراز التدابير والخطوات الواجب اتباعها بحيث تتلاءم مع كل حالة حسب حاجته ومصادره على غرار ما توصلت إليه العديد من الدراسات في المجال النفسي و الانكولوجي.