الخلاصة:
تعتبر نوعية الحياة(quality of life) من أهم المفاهيم الحديثة التي يلتقي عندها علم النفس العيادي و علم النفس الاجتماعي المرتبط بالصحة بسبب تركيزها على خبرة المريض في معايشته للمرض المزمن وآثاره على حياته.وقد تعددت النظريات والنماذج التفسيرية لمقاربة هذا المفهوم ، ونتبنى في دراستنا هذه المقاربة الحيوية-النفسية الاجتماعية هادفين لاختبار نموذج تفسيري يعتبر التدين والكرب النفسي والتقدير المعرفي متغيرات وسيطة بين مدخلات النموذج ممثلا في العوامل الموضوعية والخصائص الحيوية وبين نوعية الحياة . في المرحلة الاولى من البحث سنقوم بقياس العلاقات والفروق في ثلاث متغيرات رئيسة للنموذج تبعا لمتغيرات تصنيفية،لذا قمنا بتطبيق كل من مقياس نوعية الحياةWhoQol Bref من اعداد منظمة الصحة العالمية بعد تكييفه وكذا مقياس التدين الذي اعددناه لغرض الدراسة وكذا مقياس الكرب النفسي GHQ على عينة من 100 مريض بالسرطان مقارنة بعينة من 100 فرد من الاصحاء. تشير النتائج الى ان اغلب المرضى ( 88%) لديهم نوعية حياة متوسطة الى مرتفعة ،وان 12% لديهم نوعية حياة منخفضة،كما ارتفعت نسبة التدين ( 80%) لدى المصابين بالسرطان مما يشير الى دورالتدين كمتغير وسيطي في مواجهة المعاناة واعباء المرض.غير ان ما يقارب 50% من المصابين بالسرطان يعانون من كرب نفسي.كما ارتبطت نوعية الحياة ايجابا مع التدين وسلبا مع الكرب النفسي لدى المرضى والاصحاء مما يشير الى ثبات مسار تاثير تلك المتغيرات الوسيطة في نوعية الحياة. واشارت النتائج الى وجود فروق في علاقة المتغيرات ببعضها تبعا للجنس والسن والمستوى التعليمي والمستوى الاقتصادي والمستوى الاجتماعي واستنادا لهذه النتائج الأولية يمكننا الاطمئنان الى نموذج تفسيري نقترحه ونظيف اليه متغيرات اخرى نراها اساسية