الخلاصة:
تنطلق هذه الدراسة من النظر إلى خطاب الحركة الإسلامية المعاصرة من حيث الآلية المنهاجية التأويلية التي تنتجه، ومن حيث الأبعاد الأيديولوجية التي تحدد توظيفه، كما تنطلق من النظر النقدي إلى التأويل باعتباره عنصر استقطاب حول الحقيقة الدينية والرأسمال الديني بين مختلف القوى الاجتماعية والتوجهات السياسية والأيديولوجية، الحديثة منها على وجه الخصوص؛ بحيث أن كل تأويل من التأويلات السائدة يكاد يعبر عن استراتيجية مخصوصة لقراءة النص وفهمه وتوظيفه سعيا لتملكه؛ فإلى جانب "التأويل الحرفي النصي" الذي يلتزم بظاهر النص ولا يتعداه ويناوئ من يتعداه وتمثله الحركات السلفية، و"التأويل التوفيقي" وتمثله الحركات الإسلامية المعتدلة، و"التأويل العرفاني" وتمثله الحركات الصوفية، و"التأويل الخوارجي" وتمثله "السلفية الجهادية"، توجد شتى "التأويلات التاريخانية"..
لدرجة أن كل تأويل يكاد يعبر عن منظور مخصوص لطبيعة الاجتماع السياسي، كما أن كل ضرب من هذه الأضرب من التأويل يعبر عن استراتيجية للفعل والتأثير في التاريخ. الأمر الذي يهدد بتحول الدين من مصدر هداية ووحدة وسلام إلى مصدر توتر واحتراب وشنآن.