الخلاصة:
في هذا البحث سنقوم بتحليل الحراك المذهبي للخليفة العباسي المعروف والمثير للجدل، (أبوالعباس احمد الملقب بالناصر لدين الله) (575-622 هـ.ق) وانتمائه في تنظيم الفتوة وحلقته. كما يتضمن البحث أيضًا وصف الأحداث المرتبطة بالأحوال والأوضاع السياسية-المذهبية والاجتماعية إبّان الخلافة الاسلامية في القرن السابع للهجرة. وعلى هذا مع ذكرنا لخصائص الحراك الاجتماعي للفتوة، فإنّ أسباب انتماء وتبليغ الخليفة الناصر، ستكون محل الاهتمام والتقييم. يبدو أن التبليغ لطقوس الفتوة بمطلع القرن السابع الهجري كان جهداً واعياً لإيجاد الوحدة والسلام في مجتمع إسلامي منقسم ومضطرب جرّاء استمرار الاخلافات الطائفية والمعتقدات المذهبية والجدل والسجال، كان الفكر المذهبي للعلماء وأهل الشريعة أيضًا في خضم تحول عميق نحو الهاوية لولا ظهور طريقة الفتوة ومثيلاتها التي سيأتي ذكرها لاحقًا.