الأوضاع العامة بالبلاد التونسية خلال الحرب العالمية الثانية 1939-1945

Abstract

ثلت تونس ساحة المعارك بين المحور والحلفاء من نوفمبر 1942 إلى ماي 1943، كما كان للحرب العالمية الثانية تأثيرا عاما السلطات الاستعمارية وعلى الأوضاع بالبلاد التونسية فساهمت في انتعاش العمل الوطني. ونتيجة ضغط الحلفاء على السلط الفرنسية لتليين سياستها تجاه الوطنيين، فقدت فرنسا إشعاعها ونفوذها في تونس. من جهة أخرى فقد ألحقت عمليات الحلفاء أضرار جسيمة بالبلاد التونسية وتدهور مستوى العيش للسكان والتجأت فرنسا إلى سياسة الترويع والتشفي بتهمة التعاون مع المحور. وعند اعتلاء المنصف باي الحكم عمل على إحياء السلطة التونسية مستغلا الضعف الفرنسي لإثبات السيادة التونسية، وقد رفض الباي التعامل مع المحور رغم الإغراءات المقدمة واتخذ موقفا محايدا. إلا أن سياسته لم تحجب فرنسا التي عمدت إلى عزله ونفيه، أما الحركة الوطنية خلال هذه الفترة فقد عرفت تغييرا في سياستها فبعد أحداث 9 أفريل 1938، فخرج العمل الوطني من السرية إلى العلن وذلك بتأسيس عدة جمعيات كما عملت الحركة المنصفية على بلورة برنامج يقوم على المطالبة بالحكم الذاتي وإقامة نظام ملكي دستوري. وبذلك فقد اعتبرت هذه الفترة هامة في تاريخ الحركة الحركة الوطنية التونسية نتيجة تظافر عدة ظروف داخلية وخارجية استغلتها الحركة لمحاصرة النظام الاستعماري، كما شرعت قيادة الحزب الدستوري الجديد في البحث عن التأييد الخارجي للقضية الوطنية وفي استغلال الظروف العالمية الجديدة. Tunisia represented the battlefield between the axis and allies from November 1942 to May 1943, and the Second World War had a general effect on the colonial authorities and the conditions in the Tunisian country, which contributed to the revival of the national action. As a result of the pressures exerted on the French authority to soften its policy toward the patriots, France lost its radiation and influence in Tunisia. On the other hand, the allies' operations caused great damages in the Tunisian country and the deterioration of the living standard of the citizens and France's actions to be a policy of intimidation and reproduciation on the charge of cooperation with the axis. At the time of Moncef bey he worked on reviving the Tunisian authority, taking into consideration the French weakness to prove the Tunisian sovereignty, and the bey refused to deal with the axis despite the offered temptations and took a neutral position. However, his policy did not obscure France, which isolated and exile him, and the national movement during this period witnessed a change in its policy after 9 April 1938 events. The national action emerged from secrecy to public through the establishment of several associations and the Al-Monsofiya movement worked to develop a program based on the demand for autonomy and establishment of a constitutional monarchy. This period was thus considered important in the history of the Tunisian national movement as a result of the conquest of several internal and external conditions that the movement exploited to besiege the colonial regime, and the leadership of the new constitutional party began to seek outside support for the national cause and to exploit new global conditions.