الخلاصة:
لقد عرف الغرب تحولا أخلاقيا خطيرا نتيجة تبنيه للروح العلمية التي لا تعترف إلا بالنتائج والنجاحات ولو على حساب الفرد، الذي أصبح يعيش في حالة من الاغتراب، وانتهاك إنسانيته لكونه أصبح يعامل معاملة الأشياء أي أنه قد أصبح مشيئا بعد أن كان يتوهم بأنه قد سيطر على المادة، بل وأنه قد تفوق عليها كليا. ومن دون شك فإن هذه الحالة الخطيرة التي يمر بها المجتمع الغربي خصوصا من الناحية الأخلاقية قد دفعت بالعديد من الفلاسفة وعلماء الاجتماع وحتى رجال الدين إلى محاولة إيجاد حلول للخروج من هذا المأزق الذي عبر عنه “روجيه غارودي" بقوله: " إن الكارثة قد حلت بالغرب"، كما عبر عنها الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي "جيل ليبوفيتسكي" بقوله: "بأن الغرب حاليا يعيش عصر الفراغ".