الخلاصة:
عرفت مدينة الجزائر في العهد العثماني تطورا وازدهارا كبيرا، جعلها ترتقي في ميادين مختلفة، فقد كان لقدوم العثمانيين إلى هذه المدينة، ووفود الموريسكيين الذين نقلوا معهم موروث الأندلس، والأوربيين الذين قدموا كأسرى أو بحارة للعمل في أسطولها البحري القوي، الذي أعطاها شهرة واستقرارا، وجعلها تتزود بأجود المنتجات العالمية، مما أدى إلى نشوء حركة عمرانية كبيرة ترجمت هذا التطور والازدهار. ساهمت طبيعة فحص مدينة الجزائر الخلابة كذلك، ووفرة المياه به وخصوبة أراضيه، وثراء ملاكه وشساعة مساحة جناته، في قيام نمط معماري خاص رائع متميز بالتنميق والزخرفة، والتفاعل مع المحيط من حدائق ومياه وغيرها، عكست التأثير الحضاري الأندلسي والعثماني وكذلك الأوربي على عمارتها المحلية، الذي برز في العديد من عناصرها المعمارية، في عهد وُصفت فيه مدينة الجزائر كأهم مركز حضاري في البحر الأبيض المتوسط، حيث وصلت إلى أقصى درجات رقيها وتطورها. من هذا المنطلق فضلنا الحديث عن عمارة الفحص وأراضيه، لفهم هذا النمط المعماري ومعرفة مدى التطور الذي لحقت إليه الجزائر باعتبار عمارته خاصة بالأثرياء. للوصول إلى ذلك يجب معرفة ماذا نعني بالفحص أولا وكيف كانت أراضيه وأقسامه، والنظام الإداري التابع له، ومن ثم معرفة كيف كانت ديار الفحص، طبيعتها وميزتها، والاختلاف الكامن بينها وبين منازل المدينة، وغيرها من العناصر التي سنتناولها