الخلاصة:
الاغتراب النفسي ظاهرة متعددة الابعاد، تزداد حدتها ومجال انتشارها كلما توفرت العوامل والاسباب المهيئة لها، فمن المحتمل ان يكون نقص اشباع الحاجات الاساسية أحد هذه العوامل بل ومن اهمها بالنسبة لمرحلة الشباب التي تبدأ فيها هذه الحاجات بالنضج والالحاح، نظرا لكثرة متطلبات الحياة بشكل عام والحياة الشخصية بشكل خاص. ويعد طلاب الجامعة الأكثر استعدادا للاغتراب بمقارنتهم بغير الدارسين من نفس العمر، فبدلا من ان يمثل قوة الدعم والمساندة لمجتمعهم، نجد أنهم بحاجة لمن يساندهم حتى لا ينتكسوا إلى الإحساس الكامن باليأس وعدم التكيف، فالشاب الذي لا تشبع حاجاته الأساسية والمشروعة ولا تعالج مشكلاته، ينعكس ذلك سلبا على أسلوب تفكيره ومشاعره لنفسه وردود أفعاله اتجاه الحياة والناس من حوله وقد تعمم هذه النظرة القاتمة لتشمل ولاءه لعقيدته وانتماءه لوطنه والتمرد على أمته.