الخلاصة:
يدرس الباحث في علم الأثار كل مكتشفات الموقع الأثري بما فيها المعطيات البالينولوجية و بتوضيح أدق دراسة حبوب الطلع )عينات مجهرية تنتج بكثرة من طرف أنواع نباتية متعددة و متنوعة( المحفوظة ضمن الطبقات الأثرية أي ما يعرف "بالأركيو-بالينولوجية*". ويختص بدراسة المواقع الأثرية لكنه يبقى دوما منهج مختص يستلهم قواعده، منهجه وتطبيقاته من العلم – الأصل – المصدر والذي عرف منذ القدم ألا وهو علم البالينولوجية. لا يزل هذا المنهج العلمي "الأركيوبالينولوجية" منهج جد فتى ببلادنا ويستدعى منا الكثير من الاهتمام. دراسة ميدانية و مخبرية علمية مضبوطة و لا يمكن التوصل إلى النتائج إلا إذا اتبعنا بجدية البروتوكول المضبوط لذا يعتبر علم البالينولوجية بتطبيقاته و منهجه المعلوم، علم يمدنا بمعلومات حول التكوينية النباتية للأوساط المدروسة و ذلك بإتاحة إمكانية التعرف و التعريف بانتماء و هوية النبتة المنتجة و منه تتجلى أهمية و دعم الدراسة البالينولوجية لعينات ضمن وسط أثري بحيث يمدنا أولا بإمكانية التعرف على الغطاء النباتي (الأنواع النباتية السائدة) ثم استخلاص عدة نتائج (بعد دراسة منهجية مقارنة) أبرزها إعادة تشكيل البيئات القديمة منه التعريف بالأوساط النباتية، المناخ القديم، الحياة البيئية الاجتماعية الإثنوغرافية . فهي لا تساهم فقط في تمييز المحيط النباتي للإنسان إنما تذهب إلى حدود أبعد منها إمكانية إقامة مقارنات بين الثقافات المختلفة والمتنوعة استنادا على مختلف الأنظمة الكرونولوجية والبالينولوجية المجسدة.