Abstract:
تقع منطقة وادي ريغ بالجنوب الشرقي للجزائر، وقد خضعت هذه المنطقة منذ العصر الإسلامي إلى الفترة الحديثة والمعاصرة، إلى حكم العديد من الدول، منها: الدولة الرستمية الاباضية، وسلاطين تونس الحفصيين، وملوك تلمسان الزيانيين، وأثناء العهد العثماني في الجزائر، تولى حكم المنطقة أسرة بني جلاب، التي اتخذت من مدينة توقرت عاصمة لمقرّ حكمها، فكان الأمير الجلابي كالمستقل في بلده، فلم تكن تجمعه بالسلطة العثمانية في الجزائر آنذاك، سوى دفع الضرائب لها، وفي حال عدم استجابة بني جلاب لهذا الإجراء، تشنّ عليهم السلطة المركزية بالجزائر حملات عسكرية، لإرغامهم على تنفيذ هذا الالتزام. وعندما سقطت مدينة الجزائر في أيدي الاحتلال الفرنسي سنة 1830م، بقيت منطقة وادي ريغ تحت الحكم الجلابي مدة أربع وعشرين سنة، كانت فيها العلاقة بين بني جلاب والفرنسيين، تتّسم بالصداقة أحيانا، وبالعداوة حينا، إلى أن تمكنت القوات الاستعمارية الفرنسية من إنهاء حكم بني جلاب على هذا الإقليم، وإخضاعه نهائيا لسيطرتها، وذلك في أواخر سنة 1854م، واستمر الوضع على هذا الحال إلى أن تمكن الجزائريون من استرجاع استقلالهم سنة 1962م، وهي مدّة طويلة عرفت فيها منطقة وادي ريغ أوضاعا سياسية مختلفة، دفعت وتدفع الدارسين للبحث فيها، ومنها جاءت هذه الدراسة الموسومة بــــــ:‹‹منطقة وادي ريغ في ظل الاحتلال الفرنسي (1854م- 1962م)، دراسة سياسية.