Résumé:
إن معضلة الأمة العربية الإسلامية في الوقت الراهن متعددة المجالات، حتى أن الدراسات اختلفت في تناولها وإيجاد الحل لها فساحت في الجانب السياسي أو الاقتصادي وكل حسب التوجهات والقناعات والاملاءات من الداخل أو الخارج. وإن أصاب الكل في تشخيص الداء لكنهم لم يصلوا بعد إلى الدواء الشافي الكافي، فحلولهم مجرد مسكنات ومهدئات للألم وأعراضه. ومازلنا نتخبط في الفوضى والتخلف بالرغم من تخلصنا من أغلال المستعمر البغيض منذ عقود خلت، وبالرغم من امتلاكنا لجميع المقومات المادية والبشرية. فانبهرنا بحضارة الغرب وماديتها إلى درجة الذوبان حتى انسلخنا عن هويتنا وفقدنا بذلك إنسانيتنا فأصبحنا مثلا في الفساد والانحلال، وهذا واقع أمتنا الذي لا يخفى عن الخاص والعام. فنحن ندين بالإسلام وهو رسالة عالمية إنسانية تدعو إلى تزكية النفس وطلب الفضائل والتحذير من الرذائل، أي الحرص على الخير وتجنب الشر. وعليه تكون حياة الإنسان منتظمة وفق قانون إلهي محكم يشمل الإيمان والسلوك وينعكس ذلك في تكوين مجتمع قوي. فالأخلاق الفاضلة هي التي تعصم المجتمعات من الضياع وتصون الحضارة والمدنية من الانهيار.