الخلاصة:
الهدف من هذه الدراسة هو تبيان مفهوم العلمانية بين التصور المسيحي والإسلامي من وجهة نظر محمد أركون، فالمتمعن في إنتاجات الساحة الفكرية العربية والإسلامية وما تطرحه من أفكار، يتضح جليا ظهور مفهوم العلمانية الذي أضحى من الإشكالات الجوهرية في الساحة الفكرية الإسلامية وعلاقتها بالغرب المسيحي وبالإسلام في واقعه العربي المعاصر، فتحدث أركون عن العلمنة وضرورة تحديث العالم الإسلامي وأنه لابد من غرس مفهوم العلمانية بكل تفاصيلها داخل الساحة الفكرية الإسلامية، وهو بذلك يسعى إلى علمنة الفكر الإسلامي إذ يعرف العلمانية بأنها حتمية وضرورية وهو أمر ملحٌّ ومستعجل، وأهمّية هذا الموضوع ليست عملية أو نظرية فقط وإنّما حياتيّة، فبناء نظرية للعلمنة من شأنه خلق الإطار الذي يمكن حل العديد من المشاكل التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية، وأن تحليل العلمانية من خلال ممارستها في الغرب المسيحي كان أمرها مرهون بطبيعة الدين والسياسة وتحرير الفكر، ولكن العالم الإسلامي لن يستطيع الخروج من التأخر الحضاري ودخول عصر الحداثة دون مد الجسور مع العلمانية، من أجل تحقيق الدّولة المدنية،والتي ستحقق لهم العدالة والمساواة بين جميع الأديان والطوائف والأعراق
The aim of the study is the concept of secularism in Christianity and Islam
according to Muhammad Arkoun. If he examines the productions of the Arab and
Islamic intellectual arena and the ideas it presents, it is clear that the concept of
secularism has emerged, which has become one of the fundamental problems and
defines secularism as inevitable and it is urgent. Building a theory of
secularization would create the framework that Many of the problems that Islamic
societies suffer from can be solved, and the analysis of secularism through its
practice in the Christian West was dependent on the nature of religion and
politics, but the Islamic world will not be able to get out of the civilizational delay
and enter the era of modernity without building bridges with secularism.