الخلاصة:
يعد ظهور الفكر الموحدي في المغرب الإسلامي أثناء العصر الوسيط منعرجا هاما في الحياة الفكرية والدينية؛ لما تضمنه من تأثيرات جمة في الجانب المذكور. فدعوة المهدي بن تومرت وما تضمنته من خليط عقيدي (أشعري، مالكي، إعتزالي، صوفي،...)، اصطدمت بقوة لا يستهان بها آنذاك وهي فقهاء المذهب المالكي السني، وهي الطبقة التي ذاع صيتها بشكل واسع ، هذا ما أدى إلى صراع فكري بين القوة الحاكمة - وهي السلطة الموحدية - والفقهاء المالكية الذين يمثلون عامة سكان المغرب. كما يتناول البحث مكانة هذه الطبقة وحظوتهم لدى حكام الدولة الموحدية، ليخلص في الأخير إلى توضيح تلك التحولات التي طرأت على المذهب السني، والتي لم تقتصر على تلك الفترة فقط؛ وإنما نلمس تأثيراتها إلى يومنا هذا، من ذلك أن المذهب المالكي ظل متمسكا بالفروع، في حين شهد تغيرا ملحوظا في جانب الأصول.