الخلاصة:
إن الدارس لتاريخ العلاقات بين المشرق و المغرب العربيين يجده ما يزال في أمس الحاجة إلى التمحيص و الوقوف عند الإحداثيات الهامة . فالمنطقة العربية دخلت في مرحلة تطور هام خلال القرن العشرين و هي التحرر من الاستعمار ، الذي اكتسح معظم أوطانها و الذي كان من نتائجه ظهور أفكار و حركات تدعو إلى التجديد و الإصلاح في شتى الميادين . و كان خير مثال على ذلك ظهور الصحافة التي حملت على عاتقها مسؤولية دراسة الأوضاع السياسية و الاقتصادية و الثقافية للوطن العربي ، و قد كانت جريدة "الجزائر الجديدة" الجزائرية لسان حال الحزب الشيوعي الجزائري واحدة من بين تلك الصحف التي حاولت خلال النصف الثاني من القرن العشرين إطلاع قرائها الجزائريين على الأوضاع في المشرق العربي في إطار التواصل الحضاري بين المشرق و المغرب العربيين . و لأجل ذلك كان اختيار موضوع " أوضاع المشرق العربي في الصحافة الجزائرية - جريدة الجزائر الجديدة 1946 - 1955 - أنموذجا " ، راجع لعدة دوافع شكلت في مجملها مجموعة حوافز دفعتني للخوض في هذه الدراسة . - دوافع اختيار الموضوع : من بين أهم الأسباب محاولة إبراز جانب من علاقة المغرب العربي بالمشرق العربي و مدى اهتمام الأول بهموم الثاني ، فكان اختياري لجريدة " الجزائر الجديدة" الناطقة باسم الحزب الشيوعي الجزائري ، بعد الإطلاع على قائمة الجرائد بالمكتبة الوطنية - الحامة - ، فلفت انتباهي اسم هذه الجريدة التي لم أكن أسمع بها من قبل ، فهي جريدة إخبارية سياسية ، توجد مصورة في مكيروفيلم بالمكتبة